التشبّه بالمسيح
ويمكننا مشاهدة تأثير هذا الغرض على حياة الرسول بمجرد التأمل في بعض فترات حياته. وقد رأينا بأن الرب قد سلبه نفسه وامتيازاته كإنسان وتملّك على قلبه تماماً حتى أصبح الرسول لا يرغب إلا أن يعرفه أكثر ويمتلكه كالغرض الوحيد الذي تصبو إليه مشاعر قلبه ويُصبح مثله في نهاية الطريق. والنتيجة أن الرسول كان يرغب في النمو المضطرد حتى يُصبح في حالة تتشابه مع غرض قلبه. ولا ننسى هذه القاعدة أنه على قدر التشابه الكائن بيننا وبينه نُظهره في حياتنا وهذا الإنسان الذي لم يكن أمامه غرض سوى المسيح كان يتغير بسرعة إلى صورته فلم تتولد في قلبه مشاعر سوى التي أخذها من الرب ولم يكن أمامه غاية سوى مجد ذاك الذي ذاق محبته وتمتع بها. لأجل هذا يسهل علينا أن ندرك كيف أن روح الله قاده لأن يكتب "لي الحياة هي المسيح" وإن القوة التي أعانته لم تكن منه ولكنها كانت من المسيح الممجد الذي بنعمته الغنية فتش عليه ووجده وهو العدو اللدود له والذي كان يضطهد شعبه.
- عدد الزيارات: 3244