يوم الرب
وقد يطرح البعض هذا السؤال "ماذا عن يوم الرب، اليوم الأول من الأسبوع، أليس هو يوم راحتنا؟". فنجيب "كلا"، فتعبير "يوم الرب" معناه اليوم الذي يرتبط بالرب ويُستخدم له. إنه اليوم الذي نأتي فيه معاً لنكسر الخبز. وهذا التعبير "يوم الرب" ورد مرة واحدة في (رؤيا1: 10) "كنتُ في الروح في يوم الرب dominical day. وإذا عدنا إلى 1(كورنثوس11) سنجد ذات الكلمة ترتبط بعشاء الرب dominical supper أفليس هذا يعني ارتباط الكلمة اليونانية dominical بالعشاء وباليوم؟ ولذلك فإن عشاء الرب يُقام في يوم الرب.
ويوم الرب يتميز عن بقية الأيام بمعاني عديدة في الكتاب فإن ربنا يسوع المسيح قام من الأموات في اليوم الأول من الأسبوع وظهر لتلاميذه في ذلك اليوم، ثم ظهر لهم مرة أخرى في يوم الرب التالي بعد قيامته. ونلاحظ أن الروح القدس نزل في يوم الخمسين الذي هو اليوم الأول من الأسبوع. وقد اجتمع التلاميذ معاً في اليوم الأول من الأسبوع ليكسروا خبزاً. كما أن الرسول أخبر الكورنثيين بأن يجمعوا في أول كل أسبوع خازناً ما تيسر لأجل الجمع للقديسين الفقراء. وكل هذه الأجزاء الكتابية ترينا أن المسيحية قد وضعت أول الأسبوع كبديل تام للسبت اليهودي. إنه لا يوافق أن تُعيّد المسيحية بيوم السبت الذي كان فيه سيدها وربها في القبر تحت قبضة الموت وسلطان القبر. ولكن كم هو مجيد أن نأتي معاً في أول الأسبوع يوم الغلبة على القبر وكم هو حلو وثمين أن نعطيه أول الأسبوع وهو يومه.
وأود أن أقول شيئاً لإخوتي الشباب هنا اليوم، فإنه مما يحزنني أن أجد الكثيرين من الرفقاء يستخدمون يوم الرب في ممارسة أعمالهم اليومية. وربما يذهب البعض إلى حمامات السباحة أو يقضون اليوم في رحلة أو أماكن استجمام في الحدائق إلى غير ذلك. قد تقول لي إنني لا أزال في المدرسة أو الجامعة وأرغب في تتميم دراستي للحصول على درجات التفوق. هذا حسن في حد ذاته ولكن لتتذكر أن المدرسة أو الجامعة ليست أهم من يوم الرب. وبكلمات أخرى أيهما يأخذ الأهمية الأولى تفوقك الدراسي أم مصادقة الرب لك عندما تكرمه في يومه؟ ليتنا بنعمة الله نعطي الرب يومه.
ربما يسألني شاب صغير قائلاً "كيف أقضي يوم الرب"؟ إني أعرف البعض من أخوتنا الشباب والشابات الذين يقضون يوم الرب في خدمة الإنجيل بطرق عديدة فمنهم من يزور المؤسسات ويقوم بتوزيع النبذ ويتحدثون إلى النفوس عن الرب بصورة مفرحة. ومنهم من يزور المستشفيات والملاجئ ومنهم من يقدم كلمات الخلاص للقرى المحرومة ومنهم من يذهب لخدمة المسجونين. أعرف البعض يزورون المرضى في البيوت وكذلك كبار السن والعجزة. ربما نكتب خطابات مشجعة لأصدقائنا أو لأقربائنا غير المتجددين.. هناك الكثير جداً من الأعمال التي نقدمها للرب ولكن "ليس هناك سبت مسيحي أو راحة بل إنه يوم نتفرغ فيه لخدمة الرب. ليت الرب يعطينا حساسية من نحو يومه.
والآن نعود إلى خروج 20 ونقرأ العدد 12 وهي الوصية الخامسة "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك". وإذا رجعنا إلى (أفسس6: 2) سنجد أن هذه الوصية مقتبسة كلمة كلمة. ولن تكون المسيحية أقل في طلبها للأولاد مما يطلبه الناموس. وكم هو أمر مبارك عندما نرى أولاد الآباء المسيحيين يجتهدون بأمانة في تتميم ما تقوله كلمة الله في أفسس إذ يسعون إلى إعطاء والديهم مكانهم اللائق بالاحترام والتقدير والله لن يكون مديوناً لأحد فسيحصد الأولاد البركة في حياتهم.
وفي العدد 13 من خروج 20 نجد الوصية السادسة "لا تقتل". وإذا رجعنا إلى (1بطرس4: 15) نقرأ "لا يتألم أحدكم كقاتل". ونظرة الله في الإعلان المسيحي عن الشخص الذي ينتـزع الحياة الإنسانية لا تقل خطورة عما كانت في اليهودية. فالقتل جريمة لا يُستهان بها في التدبير المسيحي.
ثم نأتي بحسب الترتيب إلى الوصية السابعة "لا تزنِ". ولنرجع إلى (عبرانيين13: 4) "ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد والمضجع غير نجس وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله". وفي (1كورنثوس6: 9) "أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا. لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور، ولا سارقون، ولا طماعون، ولا سكيرون، ولا شتامون، ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. وهكذا كان أناس منك: لكن اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع، وبروح إلهنا". إن البعض من قديسي كورنثوس الذي كتب لهم الرسول بولس كانوا تحت مذنوبية كسر هذه القائمة الأدبية التي من الله. ولكن أليس هذا عجيباً أن يجد الله طريقاً للإنسان بذبيحة ابنه المحبوب على الصليب ليطهر من كل أثر للخطية الدنيئة ويقيمه ابناً لله؟ نحن قد تقدسنا وأُفرزنا لله وتبررنا- وحُسبنا كما لو لم نُذنب على الإطلاق. سررت بما قالته مرة فتاة صغيرة عندما سُئلت عن معنى التبرير من مدرس مدارس الأحد فأجابت التبرير معناه أنني بار كما لو لم أخطئ. وهذا صحيح فالله ينظر إلينا كذلك. (انظر ع11) "تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا". إن الثالوث مشغول بهذا العمل ولكن ليتنا لا نقلل من خطورة النجاسة في نظر الله. إن الله لم يغير قيد شعرة نظرته تجاه تلك الخطية الرهيبة منذ جبل سيناء فانظر إلى هذا التحذير اليوم "وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله".
- عدد الزيارات: 4699