مكافآت التلمذة الحقيقية
هناك مكافآت جزيلة للذي يسلم حياته تسليما تاما للرب يسوع. فنتيجة أتباعه الرب يحصل على الفرح والبهجة والشبع وهي أمور يصبو إليها الإنسان الكامل.
قال المخلص مرارا وتكرارا . "من أضاع حياته من أجلي يجدها" ولهذا القول أهمية كبرى وألا لما أوردته البشائر الأربعة ( انظر متى10 : 39 و16: 25 ، مرقس8: 45 ، لوقا9: 14و 17: 33 يوحنا 12: 25 ) ترى لماذا تكرر هذا القول بهذه الكثرة؟ أليس لأنه يقدم مبدأ من أعظم المبادئ الأساسية في الحياة المسيحية، ألا وهو أن النفس التي تحفظ بها الإنسان لذاته يفقدها، أما الحياة التي يسكبها الإنسان لأجل المسيح، فهي الحياة التي يجدها، ويخلّصها، ويتمتع بها، ويحفظها إلى حياة أبدية؟
بئس الحياة المسيحية إذا كانت فاترة مجزّأة! وبورك بالحياة المكرسة تماما للمسيح فهي أضمن سبيل للتمتع بأفضل ما يعطيه المسيح.
والتلميذ الصحيح للمسيح يعتبر نفسه عبدا لسيده، ويجد في خدمته الحرية الكاملة. هناك حرية حقة للنفس التي تقدر أن تقول: "أنا عبد لسيدي". ففي هذه العبودية أجد الحرية التامة.
لا يعبأ التلميذ بالأشياء الصغرى التافهة ولا بالأمور الزائلة العابرة، بل يهتم بالأمور الأبدية. ويغتبط كما يقول هدسون تيلر بقلة همومه!
قد يكون التلميذ مجهولا لكنه معروف حتى المعرفة ومع أنه يموت باستمرار لكنه يحيا أيضا باستمرار! قد يكون مؤدبا لكنه غير مقتول. في حزنه يفرح، وفي فقره يغني كثيرين. فكأن لا شيء له وهو يملك كل شيء (2كورنثوس6 : 9و10 ).
وكما أن التلمذة الصحيحة هي حياة الشبع والفضيلة في هذه الحياة، فكذلك لها أبهى المكافآت وأرغدها في الحياة القادمة. فأن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله (متى16: 27).
وبالتالي، فأن الإنسان السعيد حقا_السعيد في هذه الحياة وفي الحياة الأبدية_ هو الإنسان الذي يستطيع أن يقوم مع بوردن أفاييل "أيها الرب يسوع أنا أتخلى تماما عن حياتي لتكون كلها تحت تصرفك. أني أتوجك على عرش قلبي، فغيّرني، وطهرني، واستخدمني كما تشاء".
- عدد الزيارات: 4519