تقديم الكتاب
الخلاص هو الموضوع الرئيسي في كل الكتاب المقدس من سفر التكوين إلى الرؤيا.
ففي العهد القديم تنبأ عن يسوع المسيح المخلص الآتي الذي سيفدي البشر بموته على الصليب. وقد لخص النبي أشعياء في نبوته عن المسيح الفدائي بالكلمات التالية: "وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (أشعياء 53) وفي العهد الجديد نرى المخلص الذي أتى في ملء الزمان وتمت فيع نبوات أنبياء العهد القديم كما قال فيليبس لنثنائيل: "قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة". (يوحنا 1: 45).
وفي سفر أعمال الرسل نجد الرسل يبشرون بموت المسيح وقيامته وصعوده إلى السماء مؤكدين أنه المسيا الذي تمت فيه النبوات والذي أتم بموته عمل الفداء كما قال بطرس الرسول:
"له يشهد جميع الأنبياء إن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أعمال 10: 43).
وفي رسائل الرسل كتب الرسل ليعرفوا المؤمنين بحقيقة المسيح وبعمق غنى مجده وبكفاية عمل صليبه وبقدرته الفائقة في تجديد الخطاة التائبين والراجعين إليه.
وفي سفر الرؤيا الذي هو آخر أسفار العهد الجديد ترن أجراس النبوة مرددة ومعلنة أن المسيح الذي مات على الصليب وصعد إلى السماء سيأتي قريباً إلى الأرض بقوة ومجد عظيم كما رآه يوحنا وكتب عنه "هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه". (رؤيا 1: 7).
والكتاب الذي بين يدي القارئ يتحدث عن خلاص الله المعلن في شخص المسيح المخلص. ونحن نقدمه للقارئ العزيز ومعه صلاتنا أن يستخدمه الروح القدس لإقناعه بحقيقة عجزه عن خلاص نفسه وبأن الخلاص مقدم في شخص المسيح الكريم حتى يقبله كل قارئ مخلصاً لنفسه وربّـاً على حياته وبقبوله يصبح خليقة جديدة ويؤهل للحياة الأبدية.
القس اسبر عجاج
- عدد الزيارات: 2954