ماذا يعني الامتلاء بالروح القدس؟
ذات يوم سأل أحد المسيحيين في اجتماع عقد في قاعة الاستقبال بمنـزل إحدى السيدات: "هل من الصواب أن أطلب الامتلاء بالروح القدس؟"
فأجاب من وجَّه إليه السؤال: بما أن الكتاب يحرضنا قائلاً "امتلئوا بالروح" (أف5: 18) فيجوز لنا بكل تأكيد أن نصلي طالبين الامتلاء، ولكن إذ نطلب ذلك ينبغي أن نكون على أتم استعداد لاستجابة الله لطلبتنا. فمثلاً لو أن سيدة هذا البيت طلبت مني أن أملأ قاعة استقبالها بالكراسي، فيصبح لزاماً عليها أن تتخلى عن الأريكة والمنضدة والمعزف، وفي الواقع عن كل شيء آخر في الحجرة، ما عدا الكراسي. فإن أنت صليت لكي تمتلئ بالروح فيجب- أن تتنازل عن كل ما ليس من الروح. إن طلبك الامتلاء بالروح يتضمن طلب إزالة ما ليس منه.
إن الإنسان الممتلئ بالروح لا هدف له إلا المسيح المقام الممجد، الذي أتى الروح القدس من السماء ليمجده. إن مؤمناً هذا شأنه، لا ينشغل بمواهبه الروحية، بل من فيض قلب وجد مسرته في المسيح، يجعله محور حديثه ممجداً غنى نعمته. وإذ تفكر في محبة الله، فإنك لا تفكر في نفسك. إن استفانوس مثل طيب لذلك المؤمن الذي لا تشغله مواهبه الروحية، لأنه كان ممتلئاً بالروح القدس. نقرأ بأنه "شُخصَ إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله" (أع7: 55) لقد رأى المسيح وخاطبه، وفي رؤيته له تغيَّر إلى مثل صورته "إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كو4: 17و 18).
فيا له من إنعام أن يوجد القلب مستغرقاً في هدف كهذا! ليت مثل هذا الإنعام يصير نصيباً لكل من القارئ والكاتب من أجل اسمه.
- عدد الزيارات: 4971