نور العالم
ما دمت في العالم فأنا نور العالم.
الإنجيل حسب يوحنا 9: 5
ربما لم يحدث تطوّر في مضمار الحياة البشرية يضاهي ما جرى في القرن العشرين وخاصة في الحياة المنزلية ووسائط النقل البرّية والبحرية والجوّية. ويرجع هذا إلى اكتشاف الطاقة الكهربائية وتسخيرها في موضوع الإنارة. وتقف على أهمية الطاقة الكهربائية عندما نذهب لزيارة المدن الكبيرة التي تضاء شوارعها بمصابيح كهربائية مبددة للظلام. ما أهم النور في عالمنا! لو لم يكن النور لمّا نبتت المزروعات ولا نعدمت الحياة البشرية والحيوانية بأسرها.
وما نذكره عن النور المادّي ينطبق أيضاً على النور الذي نحتاج إليه في حياتنا الروحية والعقلية. فنحن لسنا بكائنات ذات بعدٍ مادي فقط بل تتكون من جسد وروح وحياتنا الروحية والعقلية بحاجة ماسة إلى نور يضيء لها الطريق. وإنسان اليوم الذي قطع أشواطاً كبيرة في حقل التنوير لم يظهر تقدماً مماثلاً في حقل النور الروحي. فما أكثر الذين واللواتي وقعوا فريسة لنظريات تصوّر الإنسان ككائن مستقل كل الاستقلال عن الله وعن النور المنعش والمحيي الذي نجده في وحيه المقدس. يتباهى إنسان اليوم باستقلاليته عن الله وينكر محدوديته واتكاليته المطلقة على باريه. فحاجتنا الماسة إذن هي أن تعود إلى صفاء الوحي الإلهي الذي يحدّد لنا ماهية النور الروحي ومصدره.
وقد ورد في الإنجيل ما يلي عن موضوعنا هذا من خلال المسيح بمعجزة شفائية لصالح رجل كان قد ولد أعمى. وفيما هو مجتاز رأى إنساناً أعمى منذ مولده . فسأله تلاميذه قائلين: يا معلم، من أخطأ هذا أم أبوه حتى ولد أعمى ؟ أجاب يسوع: لا هذا اخطأ ولا أبواه، وإنما لتظهر أعمال الله فيه.
كان سؤال تلاميذ المسيح مبنياً على اعتقاد خاطيء أرجع العاهات التي تلمّ ببعض الناس إلى خطيئة معينة كانوا قد ارتكبوها هم أو والدوهم . لم يكن هكذا منطق مقبولا لدى المسيح. وقد أظهرت الآيات التي قام بها المسيح استمرارية أعمال الله في دنيانا وشهدت بأن المسيح كان مرسل الله للقيام بمهمة انقاذية وخلاصية وفدائية. هذا هو الدرس الهام الذي نتعلمه من المسيح الذي قام بمعجزة شفاء الأعمى ومن الكلمات التي تفوّه بها المسيح بخصوص ذلك: ما دمت في العالم فأنا نور العالم.
فمع وجود أسفار الوحي لدى بني اسرائيل في أيام المسيح (أي كتب التوراة والأنبياء والمزامير) إلا أن تعاليمها المحرّرة لم تؤثر على الناس بسبب النظريات الخاطئة عن الإنسان التي كان ينادي بها زعماء اسرائيل. وهكذا فقد الناس ذلك النور الذي كان يشع من الوحي الإلهي وسادت حياتهم غيوم سوداء. فجاءهم المسيح منادياً بكلمة الله ومفسراً لها بطريقة سليمة فأضحت تعاليمه وأعماله الباهرة بمثابة نور إلهي وضّاح بزغ على جميع أنحاء فلسطين.
وقد يقول قائل: كيف يمكن لمعاصري المسيح أن يعيشوا في ظلام روحي بينما كانوا قد اؤتمنوا على أسفار الوحي الإلهي ؟ يكمن الجواب على هذا السؤال في موقف زعماء اسرائيل الدينيين من يسوع المسيح.فقد رفضوا قبول شهادة معجزة شفاء الأعمى واضطهدوه وكذلك رفضوا رسالة صانع المعجزة.
صنع المسيح من التفل طيناً وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له: اذهب واغتسل في بركة سلوام. فمضى واغتسل وعاد بصيراً. فقال الجيران والذين كانوا يرونه من قبل يتسوّل: أليس هذا هو الذي كان يجلس ويتسوّل ؟ فقال آخرون: إنه هو. وقال غيرهم: لا، إنه يشبهه. وأما هو فكان يقول: إني أنا هو. فأتوا بالذي كان قبلاً أعمى إلى الفريسيين. وكان اليوم الذي صنع فيه يسوع الطين وفتح عينيه يوم السبت. فسأله الفريسيون أيضاً كيف أبصر. فقال لهم: وضع على عينيّ طيناً واغتسلت فأبصرت. فقال قوم من الفريسيين: هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت. فقال آخرون: كيف يقدر انسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات ؟ فوقع بينهم شقاق. وقالوا أيضاً للأعمى: ماذا تقول أنت من حيث أنه فتح عينيك ؟ فقال: إنه نبي.
ومع سماعهم لهذه الشهادة الواضحة والصادرة من صميم قلب من اختبر المعجزة الشفائية إلا أن الفريسيين لم يقبلوها بل استدعوا والديه واستجوبوهما عن صحة ما حدث. ثم دعوا الإنسان من جديد وقالوا له: أعط مجداً لله، فإننا نعلم أن هذا الإنسان خاطئ. فأجاب ذاك: إن كان خاطئاً فلا أعلم، إنما أعلم شيئاً واحداً: أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا صنع بك وكيف فتح عينيك ؟ أجابهم: لقد أخبرتكم ولم تسمعوا. فلماذا تريدون أن تسمعوا بعد ؟ ألعلكم تريدون أنتم أيضاً أن تصيروا له تلاميذ ؟ فشتموه وقالوا: أنت تلميذ ذاك. أما نحن فإننا تلاميذ موسى. ونحن نعلم أن الله كلّم موسى، أما هذا فلا نعلم من أين هو. أجاب الرجل وقال لهم: إن هذا عجباً ! إنكم لا تعلمون من أين هو وقد فتح عينيّ. ونحن نعلم أن الله لا يسمع للخطاة، أما إن كان أحد يتّقي الله ويعمل مشيئته فإنه يسمع له. ولم يسمع منذ الدهر أن أحداً فتح عيني من ولد أعمى. فلو لم يكن هذا من الله لما استطاع أن يفعل شيئاً. أجابوه وقالوا له: إنك بجملتك قد ولدت في الخطايا، أتعلّمنا أنت ؟ وطردوه خارجاً.
تظهر تفاصيل هذا الحوار مقدار الظلام الروحي الذي كان مخيّماً على الكثيرين من الناس لأنهم لم يسمحوا لنور كلمة الله بأن يشعّ في حياتهم. جرت المعجزة الشفائية في وضح النهار ومن كان قد ولد أعمى صار مبصراً وكان على وشك بأن يترك حياة التسوّل ليصبح عضواً عاملاً في مجتمعه. لكن الفريسيين ثابروا على نكران الحقيقة وحاولوا طمس معالمها. ما هو الدافع الحقيقي لهذا الموقف الشاذ واللامنطقي ؟ لندع السيد المسيح يشرح لنا هذا الموضوع الحسّاس في القسم الأخير من الفصل التاسع من الإنجيل. قال المسيح لمن كان قد شفاه:
أتؤمن بابن الله ؟ فأجاب ذاك وقال: ومن هو يا سيّد لأومن به ؟ فقال له يسوع: قد رأيته فهو الذي يكلّمك. فقال: إني أومن يا سيّد. وسجد له. فقال يسوع: إني أتيت إلى هذا العالم للدينونة لكي يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون.
ماذا عنى المسيح بهذه الكلمات ؟ كانت غاية المسيح من مجيئه إلى دنيانا هي غاية فدائية، خلاصية وتحريرية. وينتج عن رفض الناس للمسيح ولمهمته الخلاصية أن قلوبهم تتقسّى وتتحجر. فبالنسبة إلى هكذا أناس يضحي المجئ الأول للمسيح بمثابة دينونة رهيبة. على هذا الأساس نفهم كلمات المسيح هذه: إني أتيت إلى هذا العالم للدينونة لكي يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فمن كان أعمى روحياً (وهذه حالة جميع بني آدم) يصبح من المبصرين على شرط أن يؤمن بالمسيح يسوع وبمهمّته الخلاصية التي تمّت على الصليب. وأما الذي يقول عن نفسه بأنه غير خاطئ وأنه ليس بحاجة إلى منقذ ومخلّص ومحرّر، هكذا انسان يكون قد حرم نفسه من نور المسيح الفدائي وبقي أعمى روحياً ! سمع زعماء القدس كلمات المسيح هذه فقالوا له: ألعلّنا نحن أيضاً عميان ؟ فقال لهم يسوع: لو كنتم عمياناً لما كانت لكم خطية أي لو كانوا بدون وحي الله المنير والمدوّن في أسفار الكتاب المقدّس بعهده القديم (أي التوراة والأنبياء والمزامير)، لما كانت لهم خطية. لكنهم نظراً لكل ما كانوا قد حصلوا عليه من تراثهم الديني الغني والذي كان يشير بصورة واضحة إلى قدوم المسيح المخلّص أنكروه ولذلك أصبحت خطيتهم كبيرة جداً. وقال لهم المسيح: أما وأنتم تقولون الآن: إننا نبصر، فخطيتكم باقية.
أيها القارئ الكريم، ما هو موقفك من موضوعنا هذا ؟ هل تخال بأنك متمتع بنور روحي كاف وأن حياتك هي على أحسن ما يرام ؟ أم هل تشعر في قرارة نفسك بأنك كالأعمى الذي كان معاصراً للمسيح والذي احتاج إلى عمل المسيح الشفائي ليبصر ؟ ساعدك الله القدير لتؤمن بالمسيح كما كشف عن ذاته في الإنجيل المقدّس. فمن آمن بالمسيح المخلّص اختبر الحياة الأبدية وصار يعيش في نور المسيح. أما من رفض المسيح فإن دينونة الله واقعة عليه إن عاجلاً أو آجلاً، آمين.
والحصول على النقود الخاصة المستعملة ضمن هيكل القدس. أتينا على ذكر هذا الموضوع لنفهم موقف المسيح من باعة الحيوانات والصيارفة الذين كانوا قد تواطؤوا مع رؤساء الكهنة واحتلوا أماكن هامة في ساحة الهيكل الخارجية ليقوموا بأعمالهم التجارية.
ذكر الرسول يوحنا في الفصل الثاني من الإنجيل أن المسيح يسوع صنع "سوطاً من حبال، وأخرجهم جميعاً من الهيكل مع الغنم والبقر، ونثر دراهم الصيارفة وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من ههنا ولا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة. فتذكر تلاميذه أنه مكتوب: غيرة بيتك تأكلني."
قام المسيح بطرد الباعة والصيارفة من الهيكل لأنهم جعلوا من بيت الله وهو بيت الصلاة والعبادة، بيت تجارة وربح. وكان هذا ينافي تعاليم الشريعة والمعاني الرمزية الكامنة في جميع الذبائح المقدمة في الهيكل والتي كانت تشدد على هذا المبدأ الأساسي للديانة المقبولة لدى الله: "بدون سفك دم ليست هناك مغفرة الخطايا."
ما إن رأى تلاميذ المسيح عمل سيدهم التطهيري في الهيكل حتى تذكروا كلمات المزمور التاسع والستين حيث وردت هذه النبوة عن قدوم المسيح المخلص وعن شعوره تجاه بيت الله أو هيكله المقدس: "غيرة بيتك تأكلني." كان هيكل الله في القدس يشير في جميع طقوسه ورموزه وذبائحه إلى مجئ مسيح الله. لكن زعماء الدين في القدس كانوا قد تجاهلوا تعاليم الكتاب ومعنى رموز العبادة في الهيكل وصار همهم الأول أن يجمعوا الأموال لمنفعتهم الذاتية. وأدى هذا إلى ابتعاد الناس عن عبادة الله والوقوع في صنيمات متعددة الأشكال. وكذلك آلت الانحرافات في خدمة العبادة في هيكل القدس إلى خمود جذوة الرجاء المتمركز على وعد الله بقدوم المسيح إلى العالم وتنفيذه لبرنامج الله الخلاصي.
لم يقبل المتسلطون في القدس الدرس الهام الذي لقنهم إياه المسيح بل انتقدوه وطلبوا منه أن يقوم بمعجزة تبهر الأنظار. فقالوا له بعد طرده للباعة من ساحة الهيكل: "أية آية ترينا حتى تفعل هذا ؟ أجاب يسوع وقال لهم: انقضوا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيام. فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه ؟ أما هو فكان يتكلم عن هيكل جسده. فلما قام من بين الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا فآمنوا بالكتاب وبالكلام الذي قاله يسوع."
كم من المؤسف أن زعماء الدين في القدس لم يتعلّموا الدرس الهام الذي لقّنهم إياه الرب يسوع المسيح أي أهمية قداسة بيت الله وتسهيل أمور العبادة للذين كانوا قد جاؤوا إلى القدس من قريب وبعيد. أظهر هؤلاء غلاظة قلوبهم عندما طلبوا من المسيح القيام بمعجزة وكأن قوته وعظمته لم تظهرا في عمله التطهيري. فما كان من المسيح إلا وأن قال لهم: "انقضوا هذا الهيكل وأنا أبنيه في ثلاثة أيام." لم يعن المسيح هيكل القدس بل هيكل جسده. أشار المخلص في بدء سيرته التبشيرية همهم الوحيد منحصراً في استثمار مناصبهم للتسلّط على شعب الله. وذكر المسيح يسوع ثلاثة أمور هامة كان يعطيها لمن يأتون إلى الله بواسطته: الخلاص والحرية والغذاء الروحي: إن دخل بي أحد يخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.
وتكلّم المسيح عن غاية مجيئه إلى العالم .فبخلاف المسحاء الكذبة الذين كانوا يضلّون الناس، كان المسيح قد جاء من السماء للقيام بمهمة فريدة: وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم الحياة، ولتكون لهم بوفرة. فالناس بحاجة إلى أكثر بكثير من مرشد روحي، إنهم بحاجة إلى مخلص ومحرر ومنقذ. جاء المسيح من السماء ليكون ذلك المخلص والمحرر والمنقذ. وبما أن مثل الباب وحظيرة الخراف لم يكن كافياً للتعبير عن كل ما أراد المسيح أن يعلمنا إياه، فإنه استطرد قائلاً:
أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف.
ذكرنا سابقاً أننا بحاجة إلى الخلاص. كيف يتم هذا الأمر الهام ؟ علّمنا المسيح أن ذلك يتم بواسطة بذل نفسه عن الخراف. تشير هذه الكلمات بكل وضوح وجلاء إلى أن المسيح كان ملماً كل الإلمام بأن مهمّته الرئيسية التي جاء لتنفيذها كانت تقتضي بذل نفسه أي موته نيابياً وكفارياً عنا نحن الخطاة والأثمة. نجد في كلمات المسيح هذه دليلاً واضحاً وقوياً على كونه عالماً كل العلم بأن مهمته الخلاصية كانت ستقوده في النهاية إلى الموت عنّا على صليب خشبي له أعداؤه خارج أسوار المدينة المقدسة. فالصليب إذن هو لب الإنجيل ولم يكن بأمر حدث للمسيح في لحظة أخيرة ومفاجئة. وعندما نأخذ تعاليم كلمة الله بعين الاعتبار علينا أن نقر بأن ظل الصليب كان مخيماً على المسيح يسوع منذ ولادته من مريم العذراء في بيت لحم.
اشتدت مقاومة زعماء اليهود للسيد المسيح بعد كلامه عن موضوع الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الرعية. فأحاطوا به وهو يعلّم في رواق سليمان ضمن هيكل القدس وقالوا له: حتى متى نترك أنفسنا معلّقة ؟ إن كنت أنت المسيح، فقل لنا جهراً ! قد تظهر هذه الكلمات بريئة، إلا أنها كانت بالحقيقة صادرة عن قلوب متحجرة. كان المسيح قد ابتدأ بالمناداة برسالة الإنجيل الخلاصية بعد معموديته من يوحنا بن زكريا الملقب بالمعمدان. وقد قام بمعجزات عديدة كشفاء المرضى وإطعام الآلاف من الناس من بضعة أرغفة خبز وسمكتين وإقامة الموتى. أشارت تعاليمه وأعماله الباهرة إلى أنه كان موفداً من الله لتتميم رسالته الخلاصية والفدائية. ومع كل ذلك فإن معاصريه من اليهود رفضوا قبوله وقالوا: إن كنت أنت المسيح، فقل لنا جهراً. فما كان من السيد المسيح إلا وأن أجابهم قائلاً:
إني قلت لكم ولستم تؤمنون. والأعمال التي أعملها باسم أبي هي تشهد لي، لكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي. إن خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها وهي تتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يختطفها أحد من يدي. وأبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يختطفها من يد الآب. أنا والآب واحد.
لم يكتف المسيح بالكلام عن رسالته بل قام بمعجزات باهرة لم يقم بها أحد منذ الخليقة. وقد صنع تلك الآيات لتكون بمثابة أوراق اعتماد سماوية تؤكد أن المسيح كان مرسلاً من الله وأن رسالته كانت رسالة خلاصية وانقاذية وفدائية. ولذلك قال له المجد: فإن كنتم لا تؤمنون بي فآمنوا بالأعمال لكي تعلموا وتعترفوا أن الآب فيّ وأنا في الآب.
حدث بعد هذه الأمور أن المسيح ذهب من القدس إلى عبر الأردن أي إلى شرقي نهر الأردن وأقام هناك. فأتى إليه كثيرون قائلين: إن يوحنا (أي يوحنا المعمدان بن زكريا الكاهن) لم يعمل آية قط، ولكن كل ما قاله يوحنا عن هذا الإنسان كان حقاً. فآمن به كثيرون. وكما حدث في تلك الأيام تمّ أيضاً على مرّ العصور وفي شتّى أصقاع الدنيا. فلقد نادى بالمسيح المخلّص خدّامه الأمناء فلاقوا الكثيرين من المعاندين والمضطهدين. ولكن وفد العديدون أيضاً إلى المخلّص المسيح وآمنوا به إيماناً قلبياً ملتصقين به كفادي نفوسهم. وهكذا انضموا إلى الرعيّة الواحدة وأمّنوا أنفسهم ومصيرهم الزمني والأبدي لراعيهم الواحد الصالح: يسوع المسيح.
- عدد الزيارات: 6292