الصعوبة التاسعة عشر
إنني مرتبك إذ ليس في إمكاني أن أحدد بالضبط يوم تجديدي
هذه نقطة بسيطة إذا قورنت بحقيقة رجوعك إلى الله وتركك للشرور القديمة وثقتك بالمسيح وسعيك لخدمته. لاحظ هذه النقطة أن بولس لم يقل، عندما كتب لابنه تيموثاوس، إني عالم متى آمنت (مع أنه كان يعلم ساعة إيمانه فعلاً)، لكنه يقول "إني عالم بمن آمنت" تماماً كما أقول لا أعلم بالضبط ساعة استيقاظي هذا الصباح، ولا الشيء الذي أيقظني، لكنني أعلم أنني استيقظت. أن الله لا يريدنا أن نؤمن بتجديدنا بل بالمسيح. "الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، ولكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح" (يو3: 8). وعندما يبدأ الروح عمله في النفس، فإنه لا يشغلني بعمله بل احتياجي لعمل المسيح. إنني أنطرح أمام الله كخاطئ تائب. ورغبتي الحارة الوحيدة أن أمتلك المسيح، مع علمي برداءتي التي أخشى منها ألا يمتلكني هو. إنني لم أحلم يوماً بأن تاريخ البركة بدأ من يوم أن وجدت المسيح ووثقت في دمه ونلت السلام، ولكن عمل النعمة بدأ من اليوم الذي كان الروح يعمل فيّ ليحول قلبي واتجاهاتي لطلب الرب. وفي مثل الابن الضال، بدأ العمل عندما "رجع إلى نفسه" وهو في الكورة البعيدة ليقول: "أقوم وأذهب إلى أبي"، وليس في اللحظة التي فيها وقع الآب على عنقه ليُقبّله. فالتجديد يبدأ من اللحظة التي تعطش فيها نفوسنا وليست اللحظة التي ترتوي فيها.
- عدد الزيارات: 2486