الصعوبة السابعة عشر
ولكن كيف أؤمن أنني خلصت إلى أن أشعر بهذا الخلاص؟
يا عزيزي إن الشعور ينبع من الإيمان، وليس الإيمان هو الذي ينبع من الشعور. ولك هذا المثال "أم يصلها خطاب من صديق طبيب محب للعائلة في نيوزيلندا يخبرها فيه أن ابنها الوحيد قد عوفي من مرض خطير والآن هو في طريق عودته إلى بيت العائلة. وكم فرحت الأم بهذه الأخبار حتى طغى عليها شعورها فبكت من فرط الفرح. وأسألك الآن من أين جاء شعورها بهذا الفرح؟ من علمها بأن ابنها قادم إليها. وكيف علمت بأنه قادم؟ لأنها صدقت كلام الطبيب وهي تعلم أنه صديق محب وعطوف وتعلم أنه لا يقصد خداعها.
وهكذا نرى أن هناك أربعة أشياء متميزة تتعلق بهذا الأمر.
أولاً: هي تسلّمت خطاباً يحمل إليها النبأ السعيد.
ثانياً: هي صدّقت الخطاب لأنها تثق في مُرسله.
ثالثاً: هي علمت أن ابنها الآتي معافى وأنه في طريق العودة إلى البيت، لأنها صدّقت الخطاب.
رابعاً: هي اطمأنت وفرحت بشعور الابتهاج لمعافاة ابنها وبعودته إلى البيت.
ألست ترى أن الشعور بالبهجة جاء أخيراً في حين أنك كنت تتوقع أن يكون هذا الشعور يحتل المركز الأول؟ الأم لم تقل أنا أعلم أنه سيأتي إلى البيت لأني أشعر بأني سعيدة، بل تقول لا مفر من أن أكون سعيدة لأنني أعلم أنه سيرجع إلى البيت.
ونحن ألم نأخذ رسالة من الله تخبرنا أن عمل المسيح مقبول تماماً أمام الله من كل وجه؟ وبعد ذلك يصدق على كل الذين يثقون بقوله، نتائج إيمانهم بعمله؟
يسوع المسيح أكمل عمله على الصليب
والله يخبرنا بهذا العمل في كلمته
وأنا بكل قلبي أصدّق عمله
أنا أؤمن بذلك (لا لأنني أشعر به، بل) لأن الله قال به، والله قال به لأن المسيح أتمه.
"إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت" (رو10: 9).
والإيمان يتجاسر فيقول آمين لما قاله، لسبب أن الله قال به.
ليت قارئي العزيز يفعل ذلك.
- عدد الزيارات: 2430