الصعوبة التاسعة
إن كان الله قد بذل ابنه أفلا يجب أن أقبله؟
أنا أخشى أني بعد أن عرفت ذلك، قد أرفضه، مع أني أعلم أنه مخلص يستحق كل القبول وقلبي يشتاق إلى ذلك.
حسناً... من المؤكد أنه لا يمكن أن يحدث مثل هذا في العلاقات الطبيعية ولن يحدث ذلك أيضاً في العلاقات الروحية لو أن قلوبنا كانت في بساطة الأطفال.
ومن المؤكد أنه عندما سمعت رفقة عن اسحق من عبد إبراهيم، نبعت في قلبها رغبة من نحو ذلك الذي حدَّثها العبد عنه. أما مسألة قبولها لاسحق فأمر مفروغ منه.
كانت رغبة إبراهيم أن تكون هي من نصيب اسحق وهي بدورها عندما سُئلت "هل تذهبين مع هذا الرجل؟" قالت "أذهب" ومن تلك الساعة انتهت هذه المسألة. فإن كنت أنت بسبب شعورك بالمذنوبية أمام الله تشتاق أن يكون لك المسيح فإنك بذلك تكون قد قبلته وأنهيت المسألة حتى ولو كنت تخجل من الاعتراف بإيمانك به- تخجل منه أو تخجل من الآخرين.
مَن الذي "أحب" ومن الذي "بذل"؟ هذا كله جاء من جانب الله- المحبة والعطية من الله. وبلا شك أنت لا تقبله إن لم تكن مقبولاً عنده. وبلا شك فإن رفقة لم تبك لأن إبراهيم لا يريدها أن تكون زوجة لابنه اسحق وإلا فما معنى أن يقطع عبده تلك المسافة الطويلة الشاقة؟ أليس لأن إبراهيم كان يريدها لابنه زوجة. لكن هب أنها أخذت تبكي بحرارة خوفاً من أنها لا ترضى باسحق زوجاً لها. فماذا كنت تقول لها غير أن كل دمعة تذرفها هي الدليل الذي لا يُنكر على أن قلبها يحب اسحق فعلاً... ويا لهذه الشمغولية بالذات التي تعصف بنا!! ليعطنا الرب بساطة الأطفال حتى نتخلص من أفكار قلوبنا الحمقاء.
- عدد الزيارات: 2442