Skip to main content

مقدمة الناشر

يحتل إبراهيم مكاناً بارزاً بين آباء العهد القديم فهو رجل الإيمان الذي سار مع الله. كما يحتل مساحة تاريخية في سفر التكوين من ص 11 – 25 ولكن نرى منها معاملات الله معه ومع نسله – ومن هذه المعاملات نفهم طريق الله. قال له الرب "وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" تك 12: 3 وعرفنا من غلاطيه 3: 16 أن هذا النسل هو "المسيح" الذي فيه تحققت كل بركات العهد.

كما تبرز في حياته المبادئ الأدبية في علاقة الله مع المؤمنين في كل عصر، فمع أنه من قديسي العهد القديم وقد دعاه الله دعوة لميراث أرضي وبركات أرضية غير أننا نجده يسلك إزاءها بالإيمان – الأمر الذي نحتاج نحن أن ننهض أنفسنا به دائماً، مع أن لنا دعوة سماوية خاصة وبركات سماوية وميراث سماوي.

نرى في تاريخه ظهور إله المجد له والدعوة للميراث، ومن جانبه أظهر الطاعة التي تتولد عن الإيمان، وهو لا يعلم إلى أين يأتي، وعاش في كنعان كغريب ونزيل ساكناً في خيام وساجداً في مذبح. ثم انتظر مجيء الوارث حتى فقد كل رجاء منظور وتم وعد الله له، ولكنه جرب في ابنه الوحيد وأطاع الله لكي يقدمه ذبيحة ثم يأخذ ابنه ثانية على رجاء القيامة. وتموت سارة امرأته ويمتلك مدفناً لدفن ميته وأخيراً يسعد بزواج الوارث ويدفن بشيبة صالحة.

كما نرى أن الله أعطاه رؤى متنوعة وعجيبة وتتخطى أزمنة عديدة، فقد رأى الرب يسوع في يومه الآتي (يو 8: 56)، كما رأى المدينة السماوية التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله (عب 11: 10).

ويستند بولس في التعليم الإلهي عن مبدأ التبرير لما قاله الله عن إبراهيم قديماً "فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً" (رو 4).

ويقتبس الرسول يعقوب شهادة الوحي عنه "خليل الله" (يع 2: 23). عندما يشهد عن حياته العملية التي أبرزت إيمانه في موقف التجربة الرهيب الذي تعرض له.

وترد الاقتباسات عنه في أسفار العهد الجديدة حوالي سبعين في إحدى عشر سفراً.

ويتناول الكاتب – هاملتون سميث – الدروس العملية لحياة هذا الرجل العظيم بما فيه من الصعود والهبوط، ومن طاعة الإيمان حيناً إلى فشله وعثراته حيناً آخر، وهذا صحيح لأنه إنسان تحت الآلام مثلنا.

ليت الروح القدس يستخدم هذه التأملات الحلوة العملية لنحفظها في قلوبنا ونمتلك قوة الإيمان إزاء تحديات المنظور والجسد والعالم وإبليس، "غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى، لأن التي ترى وقتية أما التي لا ترى فأبدية" (2 كو 4: 18). أكتوبر 1994

ثروت فؤاد

  • عدد الزيارات: 3252