Skip to main content

أين أنت؟

ولكن قد جاء الوقت الذي أطرح فيه عليك هذا السؤال: أين أنت؟ وهل تبني خشباً عُشباً قشاً في بيت شاول الكبير- دائرة المسيحية الخارجية- والتي تعترف بأنها كنيسة الله، ولكنها في الحقيقة أصبحت كنيسة العالم؟ هل اتخذت مكانك خارج المحلة مع يسوع المرفوض والآتي عن قريب؟ آه إني أسمعك تقول إن هؤلاء المؤمنين المنفصلين هم مرعبون حقاً- ولعل يوناثان قال هذا الكلام عن الأربعمائة الذين مع داود- ولكن ماذا عن يسوع؟ أفلا يستحق أن تترك من أجله كل شيء وتُوحّد نفسك معه؟ فستجد آخرين قليلين في ذات المكان على أساس من رحمة الله. ومع أن العالم الديني يحاول أن يجعل من هؤلاء طائفة أو شيعة كما كان في أيام بولس، يقاومونهم، ولا أريد أن أدخل في هذه المسألة. ولكن هناك بيتاً كبيراً خارجياً مثل بيت شاول، وهناك انفصال من هذا البيت واتحاد مع يسوع في رفضه، مثل الأربعمائة الذين كانوا مع داود. فإن كنت مسيحياً فبالضرورة أنت في مكان من اثنين. ربما تقول إنني أتكسّب عيشي من هذا النظام الديني. نعم أنا أرى إنها مسألة خطيرة فعلاً، وهكذا فعل يوناثان وأنت رأيت نهايته عند أسوار بيت شان.

وربما يقول آخر (إن لي تأثيراً قوياً على كثيرين ببقائي في هذه الأماكن، ففي تلك الطائفة لي الفرص الكثيرة أن أتكلم عن يسوع. فهل تظن أنه ستتوفر لي فرص مماثلة إذا اتخذت مكاني خارجاً حيث اسم يسوع؟ وكم سألاقي الكثير ممن سيقفون ضدي من أقربائي ومعارفي. وكم ستكون كلفة عظيمة عندما أترك الأبهة والراحة التي أحبها في هذا العالم حيث يمكن للمرء أن يتحدث عن يسوع). آه يا صديقي فإن يوناثان ربما قال كل هذا، ولكن لماذا أضاع مكافأته على الرغم من خدمته ومحبته لداود؟ ولماذا أتى إلى أسوار بيت شان المخجلة؟ أليس بسبب أنه سلك في ذات المبدأ الذي يسلك فيه الكثيرون الآن؟. إنه تعلّق بالأمور الخارجية التي رفضها الله وفشل أن يتخذ مكانه مع الفقراء والمحتقرين التابعين للممسوح من الله. وأنت تعلم يا قارئي بأن الله ليس مع العالميين وذوي الأبهة ولا يحتمل شرور الكنيسة المعترفة. فإن كنت مسروراً أكثر بيسوع، وإن كنت ترغب أن تفعل ما يريده، فلا بد أن تسمع صوته في كلمته الغالية في الأمور المختصة به. آه أليس مؤسفاً أن تصرف وقتك في مكان ولأجل أمور ستحترق عند مجيء الرب؟ فبعد زيارات وفرص شركة تعود إلى بيت شاول- آه لا يمكن أن تفعل ذلك! وأمامك أربع ملاحظات في حياة يوناثان ميّزته كمتجدد حقيقي للمسيح ومع ذلك أضاع مكافأته.

فمثل يوناثان قد تمتلئ بالمحبة ليسوع وتنظره كحمل الله الذي نزع خطاياك (1صم18: 1) وقد تتجرد من ذاتك لأجل يسوع (ع4)، وقد تعترف بيسوع اعترافاً كاملاً مظهراً سروراً كاملاً به (ص19: 1- 5)، وقد ترغب أن تفعل ما يريده يسوع (ص20: 4). ولكن كما تركت رفقة الكل لأجل أن تذهب إلى اسحق، فهل تريد أن تترك الكل وتأخذ مكانك في اتحاد تام وتكريس كامل مع يسوع؟

  • عدد الزيارات: 2675