ماء و نور و طريق
(يوحنا 14)
أترى أن تعرف مم يضج منه الناس و يتظلمون؟
ألق نظرة سريعة على الصحف والجرائد اليومية تحظ بقدر كاف من المعلومات حول الموضوع. فقد تشاهد على إحدى الصفحات سيارة ساقطة في حفرة على طريق مليء بالأخاديد والنتؤات.و على صفحة أخرى تقرأ احتجاجا عنيفا على عدم وصول الكهرباء إلى قرى معينة، أو على انقطاع التيار عن مدينة أو منطقة بكاملها. و في مكان آخر تطالع أخبار انقطاع الماء عن بعض الأحياء، فضلا عما تشاهد من صور للقمامة والنفايات بين الفنية والأخرى.
و يتساءل المرء: أيعقل انقطاع الماء في بلد العيون والينابيع البلورية؟ أيجوز أن يفتقر إلى النور وطن وزع المعرفة والإشعاع والنور على كل المعمور؟ و ماذا عن الطرق التي تعبد اليوم فتحفر غدا فتصير مسرحا للكوارث بعد غد، في وقت التي تعبد اليوم فتحفر بفتوحات الباء والأجداد؟ ثم أليس من الغرابة بمكان أن تبقى الأوساخ تملأ زوايا الشوارع والساحات فتلوث الجو والبيئة و تنشر الأمراض والجراثيم؟
أصارحك القول يا عزيزي أنك ما دمت في الأرض هنا فلن تفارقك المزعجات.لان الحكومات – رغم ما تبذله من جهد و نشاط و تبديه من إخلاص _ لم تكن كاملة في يوم من الأيام _ ولن تكون... الكمال لله وحده. ولذلك أنصحك ألا تتوقع الكثير من بني البشر فأنهم أعجز من أن يحققوا لك أحلامك وما تصبوا إليه.
لك الحق مثلا أن تتأفف و تتذمر لو كان الله الكامل يمنع عنك ما تحتاجه أو تتوق إليه روحيا و جسديا. فالله قادر و محب و يعتني بخليقته، صغيرها و كبيرها،و لا سيَّما بالإنسان الذي هو افضلها جميعا.و كما قال الرب في موعظته على الجبل: أنه "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين و يمطر على الأبرار والظالمين".
و ما يصح على الجسديات يصح أيضا على الروحيات. أسمع قول الرسول بولس: "الله الذي لم يشفق على ابنه بل بذله من أجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء؟" و يهمني هنا أن أؤكد لك أن ما تشكو منه في عالم الزمنيات ليس له وجود في عالم الروح.
فما هي حاجتك؟ أتحتاج إلى ماء؟
يسوع هو ماء الحياة. في كلامه مع المرأة السامرية قال الرب: "من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد".
أتحتاج إلى نور؟
المسيح هو شمس البر التي تحمل الشفاء في أجنحتها. وهو القائل: "أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل تكون له الحياة"
أتحتاج إلى طريق؟
يقول الرب في الإصحاح 14 من إنجيل يوحنا: "أنا هو الطريق..." و بالإضافة فهو الرفيق الذي يصل معك و بك إلى شاطئ السلامة.
أتحتاج إلى النقاوة والطهارة؟ "دم يسوع المسيح.... يطهرنا من كل خطية" ضع ثقتك فيه فهو وحده يحقق أملك.
و قل مع المرنم:
أمشي في النور كل الحياة
تابعا ربي كل الطريق
كل اتكالي على الحبيب
من ينجيني من كل ضيق
صـــلاة: فشلنا من الناس يا رب كما فشلنا من نفوسنا. لقد وجدنا أن الإنسان عاجز عن إشباع القلب ولكنك أنت قادر أن تحلَّ بروحك فينا و تروي ظمأنا إلى ماء الحياة و تشرق نورك في قلوبنا و توجه أقدامنا في السبيل السوي و تمنحنا حياة طاهرة مقدسة. أفعل ذلك بوساطة الرب يسوع المسيح. أمين.
- عدد الزيارات: 3064