زراعة القلوب
(حز 11: 19)
(2كو 5: 17)
عندما قام الدكتور برنار، في جنوب أفريقيا، بعملية زرع قلب في صدر المريض واشكنسكي، قالت الصحف والإذاعات في العالم أنه أول طبيب يجري عملية زرع قلب لمريض.
هذا خطا. برنار ليس أول طبيب ولا واشكنسكي أول مريض الكتاب المقدس يتحدث عن زرع القلوب منذو مئات والاف السنين.هاكم الآن ما يقوله الله: "أنـزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم" (حز 11: 19)
وهذه العملية هي دوما ناجحة بخلاف العمليات البشرية التي تنجح إلى حين يموت بعده المريض، و كان شيئا لم يكن.أنها عملية ناجحة لان القلب الجديد الذي يمنحه الله لنا يبقى معنا و فينا إلى الأبد، حتى ولو متنا في الجسد .
هل طلبت أيها العزيز من الله أن يجري فيك هذه العملية؟ هل طلبت منه قلبا جديدا؟ انتبه إلى ما قاله داود، الذي من نسله جاء المسيح، في صلاته في المزمور 51.قال: "قلبا نقيا اخلق فيّ يا الله".فأن كنت راغبا في الحصول على قلب من هذا النوع فأني أذكرك بأن العملية تحتاج إلى ثلاثة أمور رئيسية لا غنى عنها:
أولا- تحتاج إلى صاحب قلب مريض .
و هذا على ما أعتقد متوفرة بكثرة.ذلك لان البشر كلهم مصابون في قلوبهم.فقد أصابهم سهم الخطية في الصميم ولهذا تقول كلمة الله "ما أمرض قلبك".و يقول النبي الباكي ارميا: "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس.من يعرفه؟" و هذا يتفق تماما مع الرب يسوع: "الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب بل المرضى" ومن هم المرضى؟ يجيب الرب مستأنف كلامه: "لاني لم آت لادعو ابرارا بل خطاة إلى التوبة.و هذا يعني أن المرضى هم الخطاة.أنهم أنت وانا وكل البشر من دون استثناء.أنما يطلب من الخاطئ صاحب القلب المريض أن يفعل شيئين: أولا، أن يعترف بأنه مريض روحيا.فلا خلاص ولا غفران ولا قلب جديد بدون اعتراف.فمن لا يعترف لا ينال شيئا من الرب، فضلا عن أنه يتكشف عن كونه متكبرا و خادعا نفسه.يقول الرسول يوحنا: "أن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذبا و كلمته ليست فينا.أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا"
والشيء الثاني هو ان يقبل المريض بالتخلي عن قلبه العتيق .
و يعلن ذلك للطبيب .هذا ما حصل لطبيب الأسنان الدكتور بلايبرغ الذي كتبت مجلة ريدرز دايجست قصته وكيف ذهب إلى الطبيب واعلن له عن رغبته في التخلص من قلبه المريض ليحصل على قلب جديد.و بالفعل، عندما توفر القلب المناسب، ذهب بلايبرغ بمحض أرادته لينـزع قلبه ويوضع أخر مكانه.ألا يقول الله "يا ابني أعطيني قلبك"؟ فأنت تعطيه قلبك الأسود وهو يعطيك قلبا أبيض مغسولا بدم المسيح .
ثالثا- تحتاج العملية إلى اختصاصي .
و معنى هذا أن ليس كل طبيب يقدر أن يزرع قلوبا في صدور الناس.هذا من شأن الاختصاصي وحده.و زرع القلوب بالمعنى الروحي يحتاج أيضا إلى اختصاصي .و نشكر الله أنه موجود، وما هذا الاختصاصي الواحد الوحيد إلا الرب.ما أكثر ما يخطئ الناس في ذهابهم إلى الأنبياء والأولياء والقديسين والقديسات والأماكن المقدس.أن هؤلاء لا يستطيعون أن يساعدونا بشيء من هذا القبيل لأن يسوع وحده هو الذي يغير القلب و يجدد الحياة.إليك ما يقول الرسول بولس: "أن كل أحد في المسيح فهو خليقة جديدة". و عندما يجري الرب عمليته فينا فأنه يستعمل مبضع الروح القدس كما فعل في قلوب الآلاف في يوم الخمسين، و يستعمل معقمات و مطهرات الكلمة الإلهية المقدسة.فهو المكتوب عنه في أفسس أنه يطهر "بغسل الماء بالكلمة".إذا بواسطة كلمة الله والروح القدس تجره هذه العملية و عندئذ يتم فيك ما قاله الكتاب المقدس عن شاول أنه "عندما أراد كتفه لكي يذهب من عند صموئيل أعطاه الله قلبا أخر"
رابعا- تحتاج العملية إلى متبرع بقلبه . أي أنها تحتاج إلى من يموت ليقدم قلبه السليم إلى إنسان قلبه مريض.فلا يؤخذ قلب سليم من إنسان حي بل من إنسان ميت.إلا ينطبق هذا على يسوع الذي مات و بذل حياته من أجلنا لكي يقدم لنا قلبه بكل ما فيه من محبة و خلاص و حياة.و قد فعل المسيح ذلك باختياره وليس رغم إرادته كالبشر.ثم كان من الضروري أن يكون القلب المتبرع به قلبا سليما.و قلب يسوع كان سليما 100 % لأنه الرب المعصوم بخلاف جميع البشر الذين نخسهم الشيطان .
أخي أطمئنك أن نجاح عمليتك مضمون.كل ما عليك أن تفعله هو ان تأتي إلى يسوع معترفا بخطاياك و طالبا إليه أن يعطيك هذا القلب الجديد، بفعل عمله الكفاري الفدائي بالصليب.وعند ذاك تتأكد من أنك صرت خليقة جديدة في المسيح ولك قلب جديد مغسول ومطهر بدم الرب. سأل أحدهم شابا يحتضر: ماذا ستأخذ معك، أجاب "قلبا مرشوشا بدم المسيح". والشيء عينه يتم معك فتتمكن من القول: قلب جديد يوم سعيد يوم اختصاصي بالوحيد..
صـــلاة: اللهم أصلي إليك مع داود "قلبا نقيا أخلق فيّ يا الله".خذ قلبي الدنس النجس و هبني قلبا أبيض بل قلبا أكثر بياضا مت الثلج.باسم المسيح.آمين .
- عدد الزيارات: 6180