Skip to main content

عند قدمي يسوع

(متى 15: 3)

يخبرنا العهد الجديد أن ما من إنسان جلس أو جثا أو انطرح عند قدمي يسوع إلا وقد تغير حاله أو نال طلبته: يا يرس انطرح عند قدميه فقامت ابنته من الموت، المرأة الفنيقية خرت عند قدميه فشفيت ابنتها المجنونة، المرأة الخاطئة وقفت تبكي عند قدمي يسوع فنالت غفران لخطاياها، مجنون كورة الجدريين جلس عند قدميه وإذا به عاقل محتشم، ومريم أخت لعازر جلست عند قدميه فاختارت النصيب الصالح الذي لن ينـزع منها .

في الواقع نحن، كما قال المعمدان، لا نستحق أن ننحني عند قدميه لنحل سيور حذائه .ولكنه هو يدعونا إليه بفضل نعمته ومحبته ولطفه وعطفه . ولنتامل الآن في ما يحصل عند قدمي الرب حسبما ورد في إنجيل متى 15: 3.

1-العرج يمشون .

والعرج هم الذين تكمن علتهم الرئيسية في أرجلهم . لست أقصد العرج الجسدي بل العرج الروحي الذين قال عنهم الرسول بولس أن أرجلهم سريعة إلى أماكن الشر والخلاعة والفجور . هؤلاء هم الذين يسلكون في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة يقفون وفي مجلس المستهزئين يجلسون.إنهم الذين يتهافتون على كل ما يعود بالضرار عليهم وعلى عائلاتهم وعلى مصيرهم الابدي. مثال على ذلك، الذين الذين يرتادون أندية القمار ويصرفون لياليهم وسحابة نهارهم حول الموائد الخضراء، والذين يترددون على أندية السباق والخمارات حيث يحرقون أموالهم وأكبادهم.كل ذلك بحجة أن الخمر تفرح. . . مع العلم أنها تقرح وتجرح . . .

ثم هنالك الذين يسرعون بأرجلهم إلى النوادي الليلية والى أماكن الفجور والى تعاطي الحذرات والسموم على اختلافها . وماذا نقول عن الذين يتوجهون ألي القتل وسفك الدماء وإلقاء القابل والتفجيرات؟ أجل إن هؤلاء وامثالهم من العرج روحيا يمكنهم إن ينالوا شفائهم إذا انطرحا عند قدمي يسوع أن كنت أنت منهم فهلم . . . إياك والاتكال على العكازات الوقتية مثل القيام بالواجبات الدينية كالصوم والصلاة، والذهاب إلى الكنيسة والحسان إلى الفقراء . فهذه كلها.بدون يسوع، لا تجديك نفعا. قال الرب: إن عثرتك رجلك فاقطعها . وخير طريقة لقطعها هي أن تأتي إلى يسوع

2-العمي يبصرون .

علة هؤلاء ليست في أرجلهم بل في عيونهم . ولأنهم عميان فإنهم يعشون في ظلام الخطية معتمدين على عصيتهم التي يتلمسون بها طريقهم.وقد تكون عصيتهم من صنف الأعمال الصالحة وحفظ الوصايا وسواها.قل لي قارئي الكريم: ما قيمة العصا بالنسبة للبصر؟نعم، قد تخفف العصا وطأة العمى ولكنها لا تزيله . نحنفي حاجة إلى بصر يهبه يسوع لا غير، و متى حصلنا عليه طرحنا العصا جانبا . أنما المشكلة هي في أن الكثيرين من العميان روحيا يقولون: أن كنت لا أرى فلن أؤمن.لو قال العميان جسديا هذا الكلام لبقوا عميانا كل أيام حياتهم ولما وهبهم يسوع نعمة البصر.كل ما فعلوه هو أنهم سمعوا عن يسوع فصدقوا و مضوا إليه منطرحين عند قدميه.و كانت النتيجة أنهم عادوا مبصرين .

ما عليك ألا أن تصدق و تؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله والمخلص الوحيد من الخطية، ومن ثم تأتي إليه معترفا بخطاياك و متكلا عليه وحده لخلاص نفسك.عندئذ يعود إليك بصرك فتقول: "كنت أعمى والآن أبصر" .

3-الخرس يتكلمون .

مشكلة هؤلاء في ألسنتهم.أنهم يستخدمون ألسنتهم في كل ما لا يمجد الله أو يرضيه. أنهم مثلا يستخدمونها للاغتياب والطعن، للانتقاد والتشهير بالآخرين أو أنهم يستخدمون ألسنتهم للكذب والافتراء، للحلف واللعن والشتم.و هناك فئة تستخدمها للثرثرة والقيل والقال.و ماذا تقول كلمة الله عن اللسان؟يقول حكيم الكتاب المقدس أن "مكرهة الرب لسان كاذب". و يقول يعقوب الرسول: "أن اللسان يضرم دائرة الكون و يضرم من جهنم".والذين يستعملون ألسنتهم على نحو ما ذكرنا لا بد أن يأتي وقت يرددون فيه قول الغني في الجحيم: "لساني معذب في هذا اللهيب". فيطلبون الرحمة حيث لا رحمة .

أخي!أن العلاج هو هو . أنه يسوع.تعال وارتم عند قدميه فتنال شفاء للسانك أن كانت علتك في لسانك، و شفاء لعينيك أن كان العلة في بصرك، و شفاء لرجليك أن كانت علتك في رجليك.يسوع هو الشافي الوحيد من مرض الخطية الذي منشأه القلب.

انتبه إلى أنني لست أطلب إليك أن تنطرح عند قدمي إنسان عادي .

فالإنسان قد يحتقرك إن فعلت، لكن يسوع هو عكس ذلك.انه يباركك ويشفيك ويفتح قلبه لك ورفع مقامك ويجعلك إنسان جديداً سعيداً بنفس سعادة الذين نالوا منه شفاء كاملاً، أعني العرج والخرس والعمي وسواهم .

صـــلاة: اللهم أنت تعرف عللنا ولديك علاجها.ساعدنا حتى نرتمي عند قدميك طالبين إليك أن تلمسنا لكي تشفينا وتخلصنا من كل داء وضعف بواسطة دم المسيح المسفوك على الصليب وفعل الروح القدس في قلوبنا.اسمع واستجب باسمه العظيم. آمين.

  • عدد الزيارات: 4454