Skip to main content

عمليات خطف جديدة

(مت 13: 18 –23)

ما أكثر حوادث الخطف في هذه الأيام! نشرت الأخبار والصحف لا تنفك تذكرها و تتحدث عنها: فهنا خطف طائرة، و هناك خطف دبلوماسي، وهنالك طف أموال ناهيك بخطف الأرواح و سواها . . .

لكن هل تعلم أن عمليات الاختطاف ليست بالشيء الجديد؟ أتعرف أن الإنجيل المقدس يأتي كثيراً على ذكر الموضوع؟ يقول – من جملة ما يقوله – أن بعض هذه العمليات مذموم و بعضها الأخر محمود بل ضروري جداً.

هاك أولاً صورة عن الاختطاف الذميم:

في تفسير لمثل الزارع قال يسوع مخاطبا تلاميذه: "فاسمعوا أنتم مثل الزارع: كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فيأتي الشرير و يخطف ما قد زرع في قلبه، هذا هو المزروع على الطريق.من هنا نفهم أن عملية الاختطاف هذه هي عملية خاصة بالشيطان أو "الشرير" كما يسمه يسوع.ولماذا يخطف إبليس الكلمة؟ لأنه يعرف مدى فاعليتها و تأثيرها و قدرتها على تغير حياة البشر من حالة الشر إلى حالة البر، و من النجاسة إلى القداسة.و على حد قول لوقا البشير: "ينـزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا" عدا عن أنه يريد أن يبقى الإنسان أسيرا له و عبدا

كيف تتم عمليات الخطف الشيطانية هذه؟

انتبه جيدا إلى كلام المسيح . (قال: من يسمع . . . . ولا يفهم . ) يحاول إبليس في بادئ الأمر أن يغلق باب أذنك و قلبك و يحول دون استماعك الكلمة الإلهية الحق، وإذا حدث أنك سمعتها فأنه يغلق باب ذهنك حتى لا تفهم.و بذلك يبقى قلبك موصدا في وجه إنجيل المسيح.يقول الرسول بولس: "أله هذا الدهر (إبليس) قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله" بهذا الطريقة تتم العملية و يبقى المرء عبدا للشيطان والخطية.

أما الخطف الممدوح فله جانبان: جانب إنساني وآخر رباني.عن الجانب الإنساني تقول كلمة الله: "ملكوت الله يغصب والغاصبون يختطفونه".ومعنى هذا أن الراغبين في الدخول إلى ملكوت الله يجب أن يكونوا من الجدية والاهتمام بحيث يطلبون ملكوت الله من كل قلوبهم و قدرتهم فيكونون إذ ذلك كمن يغتصب ملكوت الله ويختطفه اختطافا. بكلمة أخرى يجب أن يستحوذ ملكوت الله اهتمامنا الأول – أيقبل كل شيء و فوق كل شيء في الدنيا.فلا يغرنك العالم بما فيه ولا تنجرف بتيار الأكثرية واذكر قول الرب "وقليلون هم الذين يجدونه" (أي باب الحياة الأبدية).فكن جديا واعمل بنصيحة يسوع المسيح: "اطلوا أولا ملكوت الله و بره، و هذه كلها (حاجات الجسد) تزاد لكم" .

يقابل الرب خطوتك هذه بخطوة من جانبه، لأنك من دونه لا تستطيع شيئا حتى ولو توفرت لديك المعرفة والإرادة والتصميم.فانه يقيد الشيطان و يخطفك من يده ويحررك منه بفعل الروح القدس إلى الأبد. ومتى صرت في يده فأنت في حرز حريز. قال بفمه المبارك: "وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد و يخطفها أحد من يدي" (يو 10: 28)

و بعملية الاختطاف المتبادلة هذه – أعني اغتصابك للملكوت وانتزاع المسيح إياك من يد إبليس – يكون لك حظ في الاختطاف الأخير عند انقضاء الدهر يوم يأتي يسوع إلى الأرض ثانية .

اسمع قول الرسول بولس في هذا الصدد: "ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء و هكذا نكون كل حين مع الرب" (اتس 4: 17).

أخي! أما و قد قرأت هذه الكلمة الآن فلا تسمح لعدو النفس أن يخطفها من قلبك ولبك بل وفر لها التربة الصالحة لتنمو و تثمر فيك.فان فعلت تكون قد اختطفت الملكوت و ملك الملكوت اختطفك و عند ذلك تكون مستعدا للاختطاف الأخير .

فهيا إلى عملية الاختطاف هذه و شجع سواك عليها .

صـــلاة: ساعدني يا إلهي كي أعطي أذنا صماء للشيطان لا تمكن من أن أسمع كلامك واطلب أولا ملكوت بكل جدية واهتمام، و بذلك أحظى باختطافك إياي مرتين الآن و عند انقضاء الدهر.أمين .

  • عدد الزيارات: 4824