الثائر الأكبر:يسوع المسيح
لوقا 12: 49 –53
لعل الكلمة الأكثر تردداً عل أفواه البشر و صفحات الجرائد والتلفزيون والإذاعة، هي كلمة ثورة فهنا بيضاء وأخرى حمراء، و هناك سياسية وأخرى اجتماعية، و هنالك ثورة من فوق وأخرى من تحت، فضلا عن الثورات على الإدارات والحكومات والجامعات والنظم والقضاء و رجال الأمن والقيم والأخلاق والى آخر السلسة .
والغريب في الأمر أن وضع البشر، بالرغم من تكاثر هذه الحركات الثورية، لم يتحسن بل ازداد سوءاً على سوء ولكم سمعنا الكثيرين من رجال العلم والسياسة والاجتماع يصرحون بقولهم: "أن العالم يمر الآن في مرحلة من أدق مراحل التاريخ" والسبب في كل هذا هو أن البشر تركوا ينبوع الحياة وحفروا لأنفسهم آبار مشققة لا تضبط ماء بكلام أخر، اعتمد الناس أساليبهم الخاصة و رفضوا ثورة المسيح التي جاء ليحدثها دونما أضرار أو دمار – رفضوا ثورة المحبة الصادقة، ثورة البناء والتعمير، ثورة القضاء على الشر والخطية بما فبها الكذب والكبرياء والرياء والحسد و حب الانتقام.أنهم رفضوا المسيح الذي لم يبغ يوماً سوى خيرهم و صالحهم حباً بنفوسهم الخالدة والغالية، لأنه "يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون".
واليك الآن سيئاً عن ثورة الثائر الأكبر، عنيت المسيح يسوع ابن الله وابن الإنسان الذي قال: "جئت لألقي ناراً على الأرض".
1-مكانها – قلوب سوداء .
اذكر أني كنت مرة أتأمل حالة القلب البشري من زاوية الاختبار و كلمة الله، وإذا بالرب يريني رؤية يكشف لي بها عن حقيقة القلب: رأيت نفسي مستلقياً على فراشي، وإذا بسحابة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من صدري شيئاً فشيئا و تتلاشى في الفضاء .
هذا هو واقع قلب الإنسان.فهو، كما قال أحد الكتَّاب، أشبه شيء بالقارة السوداء.ثم انتهى إلى القول: "أنه لشيء مرعب، و مرعب جداً" هذا الوصف تؤيده كلمة الله بقولها: ليس من يعمل صلاحاً كل الرأس مريض و كل القلب سقيم القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه؟ سئل أحد المؤمنين عن اسمه فأجاب: اسمي أسعد، ولكني قبل أن أتعرف بيسوع لم أكن أسعد بل "أسود" وهذا عين ما أراد ويريد الرب أن يفعله في كل قلب
2- وسيلتها – دماء حمراء .
أنما هذا لا يعني أن المسيح جاء على جماجم البشر كما فعل أكثر من يسمعونهم "أبطال التاريخ".نعم تمَّ فيه سفك دم، إلا أن الدم لم يكن سوى دم المسيح نفسه.و على هذا الأساس يقول الكتاب المقدس: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة".كان تلاميذ المسيح قد ظنوا أن ثورة المسيح لا غنى لها عن سفك دم الناس ولا سيما دم المستعمرين الرومان في أيامهم.ولذا نرى بطرس، في الليلة السابقة للصلب، يستل سيفه و يضرب ضربته الأولى.فانتهره الرب للحال قائلاً له: "رد سيفك إلى غمده، لان الذي يأخذ بالسيف، بالسيف يؤخذ" غير أن المسيح لم يبخل عليك بدمه بل قدمه بوصفه "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" .
3-غايتها – نهاية بيضاء.
وجه بطرس سؤالاً إلى الرب ذات يوم قائلاً: "يا رب قد تركنا كل شيء و تبعناك فماذا يكون لنا" أجابه يسوع: ليس أحد ترك أبا والخ ألا و يأخذ مئة ضعف ي هذه الحياة و في النهاية حياة أبدية.أجل، أنما نهاية بيضاء لأنها أبدية – أبدية بطولها، وأيضا بنوعيتها.فالمنضوون تحت لواء هذه الثورة يصرفون أبديتهم في السماء حيث يغيب الهم والحزن والدموع والموت والشر والشيطان، ويتمتع المؤمنون الحقيقيون بسعادة لا مثيل لها ولا منتهى.
أخي!
هل ترغب في الالتحاق بهذه الثورة المباركة التي جاء المسيح لأجلها؟ هل تريد أن تختبر تغييرا في قلبك و حياتك؟ تعال إلى يسوع بكل جوارحك وضع قلبك بين يديه، فيغسله بدمه الكريم و يحوله إلى قلب أكثر بياضا من الثلج، فضلاً عن أنه يهبك حياة أبدية لا تفنى ولا تضمحل.الآن هو الوقت المقبول .
صـــلاة: نشكرك يا رب على ما فعلته من أجلنا و على محبتك لنا إلى حدّ التضحية بالنفس نرجو أن تعطي نعمة للجميع كي يحملوا كلامك على محمل الجد ويغتنموا الفرصة الثمينة التي و فرتها لهم بحيث يأتون إليك ليختبروا انقلاباً في قلوبهم و ثورة في حياتهم لا من صنع البشر بل من صنع رب البشر، يسوع المسيح مخلصنا.باسمه أجبنا. أمين.
- عدد الزيارات: 8010