رسالة ملغومة
(رو1: 16و 17)
ماذا؟ رسالة ملغومة؟
أجل، ولكن رويدك.إن إحساسك بالخوف والحذر ناتج عما تسمع و تقرأ و تشاهد في كل أسبوع، بل في كل يوم تقريباً.فالصحف والمجلات والإذاعات ومحطات التلفزيون كلها تحمل أخبار الرسائل الملغومة الموجهة إلى أفراد معينين في مختلف بلدان الشرق والغرب . وانك لعلى حق في أن توجس خيفة في كل مرة تسمع فيها عبارة "رسائل ملغومة"، باعتبار أن هذه لا تحمل في طياتها إلا الموت والدمار والعمى والتشويه
إنما هذا لا يمنعني أيها القارئ العزيز من أن أوجه إليك رسالتي الملغومة هذه. أسارع إلى القول أن لغمها، وإن كان صحيحا، فهو لا يبعث على الجزع والفزع.ففي وسعك أن توالي القراءة دون أدنى حيطة أو حذر من جانبك، لان الرسالة التي أعنيها أن هي ألا رسالة الإنجيل .
تقول: و هل الإنجيل ملغوم؟ نعم. أسمع ما يقوله الرسول بولس إلى كنيسة رومية 1: 16و 17 "أني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة (ديناميت) الله للخلاص لكل من يؤمن ... لأنه فيه معلن بر الله بإيمان لإيمان ... أما البار فبالأيمان يحيا".
تلاحظ أني اتبعت لفظة "قوة" بكلمة "ديناميت" بين قوسين.والسبب في ذلك هو ان الكلمة "قوة" هي في الأصل اليوناني "دوناميس" التي اشتقت منها فيما بعد كلمة "ديناميت".والرسول قصد أن يقول أن رسالة الإنجيل هي رسالة متفجرة غايتها لا قتل الناس وأذيتهم بل النقيض تماما .
تقول الآية: ".... إنجيل المسيح ... قوة الله للخلاص" إذاً اللغم هو لغم الخلاص. والخلاص ممَّ؟ من الذات والخطية والشر والقلق والعادات السيئة وخوف الموت والدينونة والعذاب الأبدي. وأي عاقل لا يتوق ولا يسعى إلى الخلاص من هذه كلها؟ المشكلة هي أن معظم الناس يلجؤون إلى أساليبهم الخاصة و جهودهم البشرية وأعمالهم و ممارساتهم الدينية اعتقاداً منهم بأنها توصلهم إلى هذا الخلاص الثمين.ولكن ألا توافق معي يا عزيزي أن الخلاص هو بالمخلص و من المخلص، وان لا مخلص ألا يسوع؟ قال الرسول بطرس في هذا الصدد "و ليس بأحد غيره الخلاص" (أعمال الرسل3: 12) فاقبل رسالة المسيح المخلصة ودعها تنفجر في حياتك و قلبك فتجد أن الخلاص والغفران والحياة الأبدية قد صارت ملكاً لك .
و تقول الآية أيضاً: "لان فيه معلن بر الله".أي أن إنجيل المسيح – أو مسيح الإنجيل – لا يخلص و حسب بل يبرر أيضاً.و هذا يعني أنك تنال القبول من الله و تصير في نظره كما لو أنك لم تفعل خطية ولا أتيت ذنباً.أن أعمال الإنسان لا تزيد عن كونها أوراق تين يحاول التستر بها أمام الله.ولكنه تعالى لا يرضى بها بل يقدم لنا – كما قدم لأدم قديماً _ ثوب بر أبيض من صنعه هو . بهذا الثوب النقي نستطيع أن نقف أمامه بلا لوم أو عيب أو خجل أو خوف.
قد تسأل: ما الكيفية التي تفتح بها رسالة الإنجيل الملغومة هذه؟ يجيبك بولس عن هذا السؤال بقوله: "بر الله بإيمان لإيمان .... أما البار فبالأيمان يحيا".الجواب إذا هو : الإيمان والإيمان هو الائتمان.أعني أن تأتمن الله بالمسيح على نفسك و حياتك حاضراً و مستقبلاً فتثق به من قلبك و تتكل على ما عمله بالمسيح من أجلك. قل له الآن:
أيها الرب يسوع! من الآن فصاعداً لن أتكل على أعمالي أو مالي أو صلواتي أوارائي أو طائفتي، بل سأتكل عليك وحدك لخلاص نفسي و تبريري دون أي استحقاق من جانبي.باسمك الكريم . آمين .
- عدد الزيارات: 3963