جلوس مريم "عند"
القراءة: لوقا 38:10-42
التاريخ: 1/12/1974
دخل يسوع قرية بيت عنيا حيث بيت لعازر ومريم ومرثا. دخل يسوع البيت فاستقبلته مرثا استقبالاً حافلاً. وأول ما تبادر إلى ذهنها إكرام يسوع، وحقَّ له الإكرام، بل ومن أحقُّ منه بالإكرام. فذهبت إلى المطبخ وبدأت تهيّء الطعام ليسوع وصحبه. وكانت منهمكة في العمل إلى حد التعب والإرهاق. فاسرعت نحو يسوع تطلب إليه التدخل في أمر هام جداً بالنسبة إليها: "يا رب أما تبالي بأن اختي تركتني أخدم وحدي؟ فقل لها أن تعينني" (لوقا 40:10). وإذ نظرت إلى اختها رأتها تجلس بكل سكينة عند قدمي يسوع. فأجابها يسوع بكل هدوء وبرودة أعصاب وكأن هذا الهدوء يكفي لأن يكون الجواب الوافي، وقال لها: "مرثا مرثا أنت تهتمّين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد (ومريم التي طلبتِ أن تعينك) اختارت النصيب الصالح الذي لن ينـزع منها" (لوقا 41:10و42).
جلست مريم عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. أجلست نفسها بشكل طوعي مع تصميم اختياري واعٍ . ويحاول يسوع أن يُفهم مرثا أن الجهاد الحقيقي والأصعب هو أن يُبقي الإنسان نفسه في هذه الجلسة، عند قدمي يسوع. إنّ المجال مفتوح وواسع للهرب من هذه الدائرة الضيقة إلى دائرة أوسع، ولكن الصعوبة تكمن في تدريب أنفسنا على أن نكون إنضباطيين في الجلوس عند قدمي يسوع. كما أن هذه الجلسة تحتاج إلى نَفَس طويل يبقينا في هذه الجلسة مدّةً طويلة.
يقاوم الشيطان هذه الجلسة محاولاً إلهاءنا بأيّ عمل على حساب هذه الجلسة. مرثا تعمل وتخدم، لكن الشيطان لا يقاوم خدمتها بل يقاوم الجلوس عند قدمي يسوع. لقد نجح الشيطان في إلهاء الكثيرين بخدمات ونشاطات كثيرة ومتنوعة، فأبعدهم عن هذه الجلسة الطيبة والهادئة والمجُدية والضرورية.
جلست مريم عند قدمي يسوع، وبشهادة المسيح، اختارت النصيب الصالح. جلست عند قدمي يسوع لكي تكون قريبة من يسوع، بل أقرب شخص الى يسوع. وإذا وُجد سباق في الميدان للحصول على الأولية، فليكن في هذا المضمار، الاقتراب من شخص المسيح. هكذا كان يوحنا التلميذ الحبيب يعطي الأولوية للجلوس بقرب المسيح. كان يتكئ على صدر يسوع يسمع خفقات قلبه النابض بالمحبة والحنان.
أرادت مريم أن تكتشف شخصية المسيح عن كثب. لم تكتفِ بما تسمع عن يسوع، لكنها أرادت أن تكتشف بنفسها من هو يسوع، فجلست عند قدميه تتأمل في هذه الشخصية المباركة والمجيدة. ليس عندها أيّ كلام ولا تريد شيئاً من يسوع بل جلست تتفرس في جمال يسوع الأبرع جمالاً من بني البشر. أرادت أن تكتشف هذه الشخصية العجيبة فتسبر أغوارها البعيدة واذ ذاك تغوص في اعماق الحياة الروحية.
كم نحن في حاجة إلى هذا النوع من الأوقات التي نحصر فيها تأملاتنا في شخصية المسيح. فمسيحيتنا تدور حول شخصية المسيح. وعلاقتنا بالله تُبنى على علاقتنا بالمسيح. وبمقدار ما نتعرف بهذه الشخصية ونتقرب منها ونحبها، نسمو في حياة الإيمان ونحلّق.
كم من أشخاص يسيئون فهم شخصية المسيح. وكم من أشخاص معرفتهم بالمسيح معرفة ضحْلة وسطحية. يطلب إليهم الكتاب بالقول: "انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2بطرس 18:3). أَوَلم يكن شعار الرسول بولس: " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته" (فيلبي 10:3)؟
ندرس الكثير من الكتب ونجمع الكثير من المعلومات وندّخر لأنفسنا الكثير، ولكن الأهم من هذه كلها أن نتعرف في العمق بشخصية المسيح. فالمؤمن الروحي لا يُقاس بمعرفته الكتابية أو بصلواته أو بخدماته، بل بعلاقته الحميمة بالرب، وسماع صوت الرب.
نرى هنا أن مريم تربط نفسها بالرب بل تلتصق به لتتعرف بهذا الشخص معرفة وثيقةً. "من هو هذا"، قيل عنه إنه يسوع الذي من ناصرة الجليل، وقيل عنه إنه نبي، جاء ليصنع خيراً. أمّا مريم فقد ارادت ان تعرف أسرار هذا الإنسان. فهي كانت ترى فيه أكثر من شخص ولد في مكان معيّن وفي زمان معيّن من التاريخ، كانت ترى فيه أكثر من نبي، إذ إنّ ما عمله يسوع لم تره عين ولم تسمع به أذن من قبل. لا بد أنه كان أكثر من إنسان، ولذا ارادت أن تفهم معنى إعلان يسوع عن نفسه أنه ابن الله. من هو يسوع ابن الإنسان؟ إنه صديقنا ورفيقنا والذي يحسّ معنا. ومن هو يسوع ابن الله القدير المعتز؟ إنه ذاك الذي لا يستحيل عليه أمر، إنه الموجود في كل مكان، والامور التي قالها عن نفسه، ما استطاع انسان ان يقولها من قبل. إنها شخصية عجيبة حقاً، أرادت مريم أن تختبر مجمل نواحيها. أرادت أن تعرف ما قصده إشعياء النبي حين قال: "ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (إشعياء 6:9). وتضم صوتها إلى صوت منوح حين سأل قديماً: "ما اسمك حتى إذا جاء كلامك نكرمك؟ فقال له ملاك الرب لمـاذا تسأل عن اسمي وهو عجيب" (قضاة 17:13و18).
ما تشكو منه كنيسة القرن العشرين هو ضآلة المعلومات الاختبارية عن المسيح. إننا نكتفي بالمعلومات النظرية والفكرية والتاريخية، لذلك فإننا نرى الكثيرين يترجّحون بين الشك واليقين، وبين حياة الإيمان والعالم، وبين الارض والسماء. ولكن كلما تعرّفنا بهذه الشخصية، كبر رصيدنا وحصدنا البركات الكثيرة التي حصدتها مريم وإليك بعضاً منها.
1- اقتربت مريم من يسوع لأنها تريد أن تتعزى. أحست بأنه الشخص الحنون واللطيف والقريب منا، الذي يتحسّس بنفسه آلامنا ومصائبنا ومشاكلنا. ما رد إنساناً جاء إليه، وما قصده أحد ورجع خائباً. كان مستعداً أن يدعو إليه الجميع حتى ولو كانوا ثقيلي الأحمال، متألمين ومعذبين، لكي يقدم لهم التعزية والراحة. لا تنشد الراحة والتعزية في العالم أو في الأصدقاء أو في أمور هذه الحياة، ولا تَسْعَ وراء مباهج العالم ومرَحِه وتهريجه. فالناس كلهم يَصدُق فيهم القول: "معزّون مُتعِبون كلكم"
(أيوب 2:16). بل التعزية الحقيقية هي في الجلوس عند قدمي يسوع.
2- اقتربت مريم من يسوع لأنها تريد أن تشبع. عرفت مريم أن الإنسان لا يَشبَع بما يُشبِع الجسد، لأن الإنسان مخلوق روحي لا يمكن أن يشبع إلا بقربه من الله. لقد استبدّ الجوع بالإنسان يوم خرج من حضرة الله من جنة عدن وسار في طريق البعد والتيهان. ومنذ ذلك الحين والإنسان يعيش حالة من الفراغ والجوع على الرغم من وجود امكانات هائلة للشبع والسرور. لا شَبَعَ لقلوبنا إلا بيسوع، وعندما نشعر بالجوع فهذا دليل قاطع على أننا في حاجة إلى جلسة هادئة عند قدمي يسوع؛ فلا نفوّت الفرصة ونخسر مثل هذه الجلسات المجيدة الطيبة.
لماذا نَحِنُّ أحياناً إلى العالم وإلى خبز العالم؟ ذلك لاننا لا نشبع من يسوع. عندما نتشبّع من هذه الشخصية العجيبة، لا يمكن لكل جواذب العالم أن تبعدنا قيد أنمُلة عن مركزنا بقرب المسيح. كل ما في العالم لا يمكن أن يحرّك فينا أية عاطفة ما دامت قلوبنا ملتزمة بالمسيح ومستريحة عند قدميه.
3- اقتربت مريم من يسوع لانها تريد أن تتوّجه رباً على الحياة. جلست عند قدمي يسوع لكي تأخذ التعليمات الضرورية لحياة الإيمان الصحيحة. تريد أن تتعلم كيف ترضي يسوع وكيف تحبّ يسوع وكيف تشهد ليسوع. ما أجمل أن نستقي من النبع مباشرة ما هو ضروري لبناء حياتنا الروحية. وما أجمل أن نبني حياتنا وِفقاً لإرشادات المسيح وتوجيهات المسيح وتعزيات المسيح وروح المسيح وقيادة المسيح. ما أجمل أن تكون لنا هذه العلاقة المباشرة به، "ولا يعلّمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين اعرفوا الرب لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الرب" (إرميا34:31). فلا تنتظر اجتماع درس الكتاب أو سماع عظة لكي تبني حياتك، مع أن هذه كلها ضرورية، بل لتكن لك علاقة مباشرة وشخصية بالرب، حيث تبني حياتك على الإيمان الأقدس.
4- جلست عند قدمي يسوع لكي تسمع كلمات النعمة التي كانت تخرج من فمه. من ساء حظه في هذه الأيام واضطر أن يسمع كلام العالم يستطيع أن يميز الفرق ويشعر بحاجته الملّحة إلى كلام من نوع آخر، ألا وهو كلام يسوع. كلام العالم في هذه الأيام يمجّه الذوق السليم؛ إنه كلام رخيص وهدّام. وما أحوجنا في أيامنا هذه إلى هذه الجلسة عند قدمي يسوع لكي نسمع "كلمات النعمة الخارجة من فمه" (لوقا 22:4)، حيث
"لم يتكلم قط إنسان هكذا" (يوحنا 46:7).
5- جلست مريم عند قدمي يسوع لكي تصلّي. وهذا هو سرّ القوة وسرّ الإنتاج. كم من خدمات لا نحشوها بالصلاه فتكون جوفاء فارغة. فلا نَقُمْ بأيّ نوع من الخدمة قبل أن نصلّي؛ نصلّي قبل أن نقوم بخدمة توزيع النبذ، أو دعوة الآخرين إلى الكنيسة، أو زيارة البيوت، أو خدمة مدرسة الأحد، أو الترنيم، أو الوعظ، "ليكون فضل القوة لله لا منّا" (2كورنثوس 7:4). هذا سرّ نجاح الكنيسة الأولى التي جعلت الصلاة من أولويات اهتماماتها، "وأما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة"
(أعمال الرسل 4:6).
6- جلست مريم عند قدمي يسوع لكي تعطي يسوع ممّا له. إن مسرة يسوع هي بالعطاء أكثر من الأخذ، وما يهمه هو أن نعطيه ممّا له، نعطي الرب من خلال ما يعطينا من بركات ومواهب ومقدّرات. إيانا أن نقدم للرب ناراً غريبة، كأن نقدم له إمكاناتنا الشخصية ومجهوداتنا الذاتية ومقدّراتنا الطبيعية؛ لاننا بتقديمنا هذه للرب، نكون قد استنفدنا ما أخذناه منه، وهكذا نبدأ نعطي يسوع المزغول والعِكر من الزيت أي ما اشرف على النفاد. وها مرثا تأتي لتلوم قائلة: أنت لست تعلم ما أنا فاعلة، إني أخدمك وأحاول أن أكرمك، إذ أحضِّر لك الطعام والشراب. وكأن الرب يقول لها: مريم أفضل منك؛ لانها أيضاً تريد أن تعطيني لكن بعد أن تأخذ. يا ليتكِ أنتِ تجلسين معها وتأخذين ما تأخذ لكي تستطيعي ان تعطي ما يَسرّ قلب الرب.
7- جلست مريم عند قدمي يسوع لكي تتعبد له. اندرج اسم مريم في قافلة الذين جلسوا هذه الجلسات المميَّزة. هذه الجلسات التي نقرأ عن أبطالها في التاريخ المسيحي، هذه الجلسات التي كانت تمتد إلى ساعات وأحياناً إلى أيام. نحن اليوم نخجل أن نذكرها لقلة اختبارنا فيها. ومن جملة ما يشكو منه بعضنا من أعراض مرض كنيسة القرن العشرين هو قلة العبادة وروح التقوى، مع المعرفة الجامدة والجافة والخالية من العواطف تجاه المسيح.
ما أكثر ما نقرأ عن رجالات الله العظام الأتقياء المتعبدين لله. ونقرأ عن نساء متعبدات، كحنّة "وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً" (لوقا 37:2).
أحست مريم بضرورة العبادة والإقتراب إلى الله، فجلست عند قدمي يسوع. شأنها شأن عروس النشيد التي جلست بقرب حبيبها، "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي"(نشيد الأنشاد 3:2). جلست تتفيأ ظلال الحبيب، لتستريح من عناء الحر وتشبع من ثمره الطيب .أكلت حتى الشبع، وشربت من خمره حتى سكرت بحبه. إنه حقٌّ من حقوقنا أن نسكر بخمره ونمتلئ منه حتى الفيض، "أدخَلَني إلى بيت الخمر وعَلَمُه فوقي محبة" (نشيد الأنشاد 4:2).
إعتادت مريم هذه الجلسة حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من كيانها الروحي وشخصيتها الروحية. كوّنت لنفسها شخصية عابدة، فلا ترجُّح بين الفتور والحماسة، أو الحرارة الروحية وبرودتها. نتمتع يوماً بروح الصلاة ونفقدها في أيام أخرى. نشعر بقابلية للشركة مع الرب ونبتعد عنه أياماً. أمّا العابد الحقيقي فهو من يحسّ بالضياع خارج دائرة قدمي يسوع، ويشعر بأنه في غير مكانه بعيداً عن جو العبادة.
أصبحت العبادة بالنسبة إلى مريم نهج حياة، فكانت تعبّر عنها بشكل عفوي طبيعي كلما سنحت لها الفرصة. ويذكر الكتاب في إنجيل يوحنا الأصحاح الثاني عشر ، أن يسوع دخل مرة أخرى بيت عنيا، وكان لعازر أحد المتكئين وكانت مرثا كعادتها تخدم وأمّا مريم فكانت كعادتها تعبّر عن شخصيتها العابدة. "فأخذت مريم منًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها" (يوحنا 3:12). فمريم لا تعبد بتكلّف ولا تصلّي بتكلّف ولا تقرأ الكتاب بتكلّف ولا تعطي بتكلّف، بل هذه كلها وليدة جلسة عبادة حقيقية عند قدمي يسوع.
ما أحوجنا إلى أن نعيش حياة العبادة، ويكون يوم الرب يوم عبادة بكل معنى الكلمة، ثم ننتقل بالعبادة إلى سائر أيام الأسبوع فنصبح عابدين باستمرار. والمؤمن العابد هو المؤمن الناجح في شتى حقول الخدمة، وهو الذي يتخذ المواقف الروحية الصريحة. لنحذر الخدمة من دون عبادة، فهي مسيئة أولاً إلى المسيح ثم إلينا، وإلى الآخرين. فمرثا التي كان يجب أن يكون لديها الحواس المدرَّبة على التمييز بعد عِشرة طويلة مع المسيح، جاءت تصب اللوم على المسيح أولاً ثم على أختها. فالخدمة من دون جلسات هادئة مع الرب تُتعب الأعصاب، وتضيّع الأفكار، وتشتِّت الشخصية، لدرجة أن الخدمة بدل أن تكون بركة، نسيء فيها إلى شخص المسيح. وعندما نخدم من دون جلسة مع الرب أولاً نُوْدع الرب منَّة، ونشعر بأننا نخدم وحدنا، ولا أحد يعيننا أو يحمل الحمل معنا. ونبتدئ نُصدر الأوامر إلى يسوع ونعلّمه ماذا ينبغي أن يفعل.
عرفت مريم أن العبادة تمجد المسيح فجاءت تعبد. عرفت أنها بواسطة العبادة تتّحد بالمسيح فجاءت تعبد. وكما يقول الرسول بولس: "فإننا نحن عاملان مع الله" (1كورنثوس 9:3). وما دامت العبادة تؤمّن لنا هذا الإتحاد المجيد، فلا مجال للهم والغم والاضطراب مهما حصل في حياتنا. فعندما اجتمع ملك أرام بملك إسرائيل لمحاربة ملك يهوذا اضطرب هذا الأخير وخاف، "ورجف قلبه ... فقال الرب لإشعياء، اخرج لملاقاة آحاز ... وقل له. احترز واهدأ. لا تخف ولا يضعف قلبك" (إشعياء 2:7-4). والله يُحذّرنا من الانجراف في مسلك الناس بقوله: "لا تقولوا فتنة لكل ما يقول له هذا الشعب فتنة ولا تخافوا خوفه ولا ترهبوا. قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم" (إشعياء 12:8و13).
وللعبادة نتائجها الجميلة، ورائحتها الذكية التي تنتشر في كل مكان بصمت وهدوء. "فامتلأ البيت من رائحة الطيب" (يوحنا 3:12). هذه الرائحة التي كانت تمجد المسيح وتحوّل الأنظار إليه. هذه العبادة التي كانت تمجد المسيح أكثر من الأموال المسروقة من الصندوق التي كان يدّعي يهوذا أنه سيستخدمها للخدمة.
جلست مريم عند قدمي يسوع تتعبد وتخشع وتصلّي، فكانت النتيجة أنها اختارت النصيب الصالح. "نصيبي هو الرب قالت نفسي" (مراثي إرميا 24:3). هذا هو النصيب الذي يجب أن نتمسك به ونقدّره ونحافظ عليه.
- عدد الزيارات: 12653